مفهوم الصعوبة المرغوبة Desirable Difficulty

في لقاء مع محمد علي كلاي الله يرحمه .. المُذيع سأله:

بتقدر تعمل كام ضغط ؟

محمد علي جاوبه: سبعة أو تمانية!

المذيع اتخض! .. معقول محمد علي كلاي اسطورة العالم في الملاكمة ما بيقدرش يعمل أكتر من 8 ضغطات فقط؟! .. فسأله للتأكد من الرقم .. فمحمد علي رد عليه وقاله:

“أنا لا أبدأ العد إلا بعد أن أصل إلى درجة من التعب تجعلني اعتقد أني غير قادر على عمل ضغطة واحدة إضافية!”

في مفهوم إسمه الصعوبة المرغوبة Desirable Difficulty

الفكرة إنك لو عاوز تتطور وتنمو في مجال معين لازم ما تستقرش في مستوى المهارة اللي بتقدر تعمله بسهولة وراحة .. المستوى اللي الناس بتسميه “نطاق الراحة Comfort zone” .. لازم تكون بشكل مستمر بتشتغل خارج نطاق الراحة .. في نطاق الصعوبة المرغوبة .. لأن مفيش نمو وتطور إلا داخل نطاق الصعوبة المرغوبة..

لكن ملحوظة هنا .. في فرق بين الصعوبة .. والصعوبة المرغوبة .. الصعوبة المرغوبة هي زيادة بسيطة فوق مستواك الحالي بنسبة ما بين 1 إلى 5% حسب المجال .. يعني مثلاً إنت لو روحت الجيم وقررت تشيل حديد عشان تكون إنسان جديد وكده .. لو الوزن اللي بتقدر تشيله وتعمل بيه التمرين كامل هو 50 كيلو .. يبقى لو عاوز تنمو وتتطور وتزداد قوة انت محتاج تزود الوزن بنسبة بسيطة .. مينفعش تزود 20 كيلو وتقول عشان انا عاوز اتطور بسرعة!! .. وإلا فالعواقب هتكون وخيمة… وفي نفس الوقت لو استمريت عاللعب بنفس الوزن بدون زيادة فانت بتضيع وقتك لأنك مش هتتطور.

نفس الوضع في أي مجال .. لو حبيت تعمل شيء أصعب من مستواك الحالي بفرق كبير غالباً هتصاب بالإحباط اللي ممكن يمنعك من محاولة تطوير نفسك بالكلية .. المطلوب صعوبة مرغوبة .. بمعنى الصعوبة اللي في نطاق قدراتك إنك تحققها بمزيد من الجهد أنت قادر على بذله.

———————–

لكن موضوع الصعوبة المرغوبة ده فيه مشكلة مع معظمنا لأنه بيناقض فكرة كثير من الناس عن السعادة!

الصعوبة المرغوبة دايماً هتخليك في حالة معاناة وقلق وأنت تحاول عمل شيء أعلى من مستوى قدراتك بقليل بشكل مستمر .. في حين إن كلنا بنحلم باليوم اللي نصل فيه للراحة .. معظمنا ما صدق وصل لمستوى معين في مجاله وعاوز يعمله بشكل مستمر من غير ما يضطر لتجربة شيء جديد يحتاج مجهود ووقت للتعلم .. بالإضافة إننا أثناء تجربة شيء جديد عادة لن ننجح إلا بعد عدة محاولات فاشلة .. ومعظمنا لا يحب شعور الفشل .. لذلك نهرب منه بعمل الأشياء التي اعتدنا على النجاح فيها ( نطاق الراحة).

الفترة اللي تلاقي نفسك فيها بتعاني في مجالك لأنك مضطر تتعامل مع شيء جديد إنت مش متمكن منه أو مش متعود عليه هي فترة النمو والتطور! .. دي الفترة اللي بتكتسب فيه الخبرة بالشيء الجديد .. ومع ذلك دي الفترة اللي معظمنا بيحس فيها إنه مضغوط وقلقان لأنه مش متأكد من النتيجة! .. ومحدش فينا بيحب يعيش في الإحساس ده لفترة طويلة! .. لذلك لو كان الشيء ده مش مفروض علينا في شغل ومجبرين على فعله غالباً ما بنحاولش نعمله بشكل اختياري .. فبنحرم نفسنا من فرصة التطور والتقدم في المجال!

محتاجين نفصل بين احساس السعادة واحساس الراحة .. أنا مش عارف ليه عامة معظمنا لما بيتخيل حياة سعيدة بيتخيلها حياة خالية من المسئوليات وأحياناً خالية من الشغل بشكل كامل!

التعب ممكن يكون إحساس جميل! .. اسأل الشاب اللي بيهلك نفسه وهو بيلعب كورة في حين إنه ممكن في نفس اليوم يكسل يتمشى نص كيلو للشغل! .. اسأل البنت اللي ممكن تكسل تقوم من عالسرير بس لو صاحبتها اتصلت بيها عشان تعمل شوبينج ممكن تنط من عالسرير وتلف نص محلات مصر وتتمشى بالعشرة كيلو من غير ما تعترض!
——————–

في كل مرة تواجهك صعوبة في مجالك أو تحتاج تتعلم حاجة جديدة بس صعبة .. خد نفس عميق .. وبص للموضوع بأنه فرصة للنمو .. ذكر نفسك إنها مش أول مرة تواجه حاجة صعبة .. وإن بعد فترة قصيرة من التعب الشيء الصعب هيبقى معتاد .. لأنه هيطلع من نطاق الصعوبة المرغوبة ويدخل نطاق الراحة .. وبعدها محتاج تشوف شيء جديد خارج نطاق الراحة .. وهكذا .. تطور دائم .. الإنسان بشكل عام بيكون سعيد لما يحس انه بيتطور وبيتحرك من نقطة لنقطة .. حتى لو تطور بسيط.

المصدر / اكثر من صفحة على الفيس بوك

مشاركة :


رابط مختصر: